ماذا قدمت لدين الله ؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أوائل اهتماماته صِيَاغَةُ الشَّخصية الدعوية التي تحمل هَمَّ الدين وتبذُل له . وكان أول من دعاه النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام هو أبو بكر الصديق ا ، الذي تحرك من أول يوم ينشر هذا الدين حتى دخل بجهوده الدعوية في أول الأمر خمسة مّن المبشرين بالجنة.
وهذا الداعية الكويتي عبد الرحمن السميط يدعو إلى الله في أدغال أفريقيا فيُسلم على يديه ثلاثة ملايين شخص .
وهذه امرأة تدعو بالمراسلة على شبكة الانترنت ويُسلم على يديها الآلاف وهي امرأة مقعدة لا يتحرك مها إلا رأسها .
وهاهو شاب مصري يهتدي على يديه عبر الانترنت ما يزيد على خمسمائة من النصارى.
قال عليه الصلاة والسّلامُ: ((مَن دَعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثلُ أجورِ مَن تَبِعَه، لا ينقص ذلك من أجورِهم شيئًا)) رواه مسلم.
واهتِداءُ رجلٍ واحدٍ بسَبَب دعوتك ونصيحتك خيرٌ لك من أنفَسِ الأموال، يقول عليه الصلاة والسلام: ((فوَالله، لأن يهدِيَ الله بكَ رَجلاً واحدًا خيرٌ لك مِن حُمُر النَّعَم)) متفق عليه.
وهكذا العلماء والدعاة في كل زمان وحين هم الأئمة الأعلام, الأمة بهم تهتدي, والناس بحسن دعوتهم تقتدي, هم الأنوار التي تنجلي بهم غياهب الظلمة, هم نجوم الأمة اللامعة, وشموسها الساطعة, بالعلماء العاملين والدعاة الصادقين يحفظ دين الأمة وتشاد معالم الملة وترفع راية السنة, وتصان عزة الأمة وكرامتها, هم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم.
فكن مثلهم داعياً وناصحاً ,آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر بحسب ما عندك من العلم والجهد والقدرة والطاقة ،وحسب موقعك ومنزلتك ،ولتُقدم ولو عملاً بسيطا للدعوة إلى الله في منزلك أو عشيرتك أو مدرستك أو وظيفتك ،بقلمك إن كنت كاتبا وعقلك إن كنت مفكراً ومالك وأمانتك إن كنت تاجراً ،وإتقانك للعمل وسرعة انجازك للمعاملات إن كنت موظفاً.
قال صلى الله عليه وسلم : (بلغوا عني ولو آية) رواه البخاري.
فبلغوا فيها تكليف وعني فيها تشريف ولو آية فيها تخفيف .
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده *** وليس عليه أن تتم المقاصد
ماذا قدمت لدين الله ؟
أخي الحبيب: لعل هذه الكلمات تُحرّك جذوة من نار الحرقة للإسلام في قلوبنا ،وعلّ جمرة الإحساس بواجب الاهتمام بالمسلمين تشتعل في جوانحنا وعلّ جليد الركون للدنيا والنوم والكسل يذوب من حياتنا لكي ننطلق للدين عاملين وللإسلام ناصرين.
كيف تخدم دين الله ؟
1- من أعظم الأعمال التي تخدم بها هذا الدين أن تجعل بيتك بيتاً مسلما في أفراده ومسلماً في أساسه ومسلماً في معداته وأجهزته تُنشر فيه الفضائل وتحارب الرذائل .
2- مشاركة أخوانك الصالحين في نشاطهم في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة فيمكنك الاتصال بهم والعمل معهم والمرء قليلٌ بنفسه كثيرٌ بإخوانه .
3- شارك في الدعوة إلى الله بسنة تنشرها أو بفضيلة تدعو إليها أو كلمة تلقيها أو مطوية تبثها، المهم أن تكون إيجابيًا في مجتمعك.
4- فرّغ شيئاً من وقتك لتتعلم دينك، لتفهم دينك فهماً صحيحاً على أيدي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، فمن المُحال أن تنصر شيئاً تجهله.
5- تخفف من ذنوبك بالتوبة النصوح واعلم بان بني إسرائيل مُنعوا القطر بسبب ذنب رجل في سبعين ألف رجل.
6- اتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم واعلم أن المسلمين في معركة احد لم ينتصروا بسبب مخالفة لأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم .
7- كُن مخلصا صادقا في أقوالك وأفعالك وحركاتك وسكناتك .
8- تخلق بالخلق الحسن واعلم أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال.
9- أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة واعلم أن الدعوة سائرة بك أو بدونك فاسأل الله أن يشرفك بالدعوة لدينه .
10- تخير الصاحب الذي يعينك علي الخير ويدلك عليه ،الصاحب الذي إذا ذكرت الله أعانك وإذا نسيت ذكّرك. الصاحب الذي يُذكّرك بعيوبك لأجل إصلاحها لا ليعيرك بها .
11- كُن ليّن الجانب طيب المعشر هينا سمحاً في تعاملاتك مع إخوانك ومع الناس ،واعلم أن اللين في الخطاب والبسمة علي المُحيا هما مفتاح قلوب الناس .
12- ابذل من مالك للدعوة إلى الله فالدال على الخير كفاعله.
13- سل الله في دعائك أن يعز الإسلام وينصر المجاهدين.ويؤيد الدعاة الصادقين ويخذل ويكبت كل من ناوأ الدعوة وكل من حاصر الكلمة وكل من وقف في وجه رسالة أنبياء الله.
أخي الحبيب :
تعال ضع يدك في يدي وبنا ننطلق ونخدم هذا الدين فالمرء قليل بنفسه كثيرٌ بإخوانه،دعنا نتكاتف ونكثّر السواد في خدمة الدين بإخلاص جمعني الله وإياك في مستقر رحمته ودار كرامته .
وصلى الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعه واقتفى أثره إلي يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.