حمري محمد
عدد المساهمات : 167 نقاط : 10280 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/12/2010 العمر : 52
| موضوع: لعلكم تتقون في أربعة أسابيع -- الجزء الثاني -- السبت يوليو 07, 2012 9:42 am | |
| [center]بسم الله الرحمن الرحيم شريعة الله موجهة لنفس الإنسان ومقدار ما نعرف عن هذه النفس هو الذي يهدينا إلى التحقق والتجمل بمقاصد الصوم وحكمه ومن أخطر صيفات هذه النفس أنها لا تشبع فهل نستطيع ان نقول لها لا ونمنعها إن من عجائب هذا الإنسان أنه إذا أراد شيئاً من المخلوقات وحصل عليه فإنه يمله ويطلب غيره أو أكثر منه، فمادام شيئاً دون الله فإنك تجد القلب لا يشبع منه ولا يقنع به، بل دائماً يتحرك إلى ما هو أعلى أو إلى غيره، وفي ذلك يقول الأديب و المفكر عباس محمود العقاد : *صغيرٌ يطلب الكِبَرا*وشيخ وَدَّ لو صَغُراوخالٍ يشتهي عملا*وذو عملٍ به ضَجِرا*وربُّ المال في تَعَبٍوفي تعبٍ من افتقرا*فهل حاروا على الأقدار*أم هم حَيَّروا القدرا الإنسان بهذا الشكل قريب مما وصفت به جهنم والعياذ بالله في قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: النَّبِيَّ «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ وَفِي رِوَايَةٍ { مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ } لاَبْتَغَى ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» قال الشيخ مصطفى البغا فكأنه قال لا يشبع من الدنيا حتى يموت عَنْ أُبَيٍّ،قَالَ: كُنَّا نَرَى هَذَا مِنَ القُرْآنِ،حَتَّى نَزَلَتْ:﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لاَ يَشْبَعُ وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لاَ يَشْبَعُ .صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنِ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ«يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مَعَهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ» صَحِيحٌ وَفِي رِوَايَةٍ الحرص على المال والحرص على العمر رواه الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياءقال أبو حامد الغزالي في الإحياء ولما كانت هذه جبلة للآدمي مضلة وغريزة مهلكة أثنى الله تعالى ورسوله على القناعة فقال النَّبِيِّ:«طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ» الترمذي القدرة على الامتناع و الاستعلاء على رغبات النفس عظمة نفسية لا يبلغها إلا قليل من الناس، ولا شك أنها من أهم المقاصد التربوية لفريضة الصيام فما معنى القدرة على الامتناع ؟ هي أن أشتهي شيئا فإذا غلا ثمنه وازنت بين قدرتي المادية وشهوتي النفسية وتجملت بقول الحكيم إذا غلا الشيء أرخصته بالترك! فيكون أرخص ما يكون إذا غلا... لكن من يستطيع هذا الترك؟ وما ينتصر على هواه إلا امرؤ قوي الإرادة واثق العزم معانٌ من الله..!هل نستفيد هذا الخلق من شريعة الصيام؟ قال الشاعر القروى العربى رشيد سليم الخورى: لقد صام هندى فدوخ دولة فهل ضار علجا صوم مليون مسلم؟ يشير الشاعر إلى حرب المقاطعة الاقتصادية التى أعلنها "غاندى" على الاستعمار الإنجليزي، لقد ألزم قومه أن يتركوا كل ما تنتج المصانع الإنجليزية ولو لبسوا الخيش بدل الصوف الفاخر، وبدأ بنفسه فلف جسمه بخرق متواضعة، ولم تمض شهور حتى توقفت المصانع الإنجليزية، فرحل الإنجليز عن الهند واعترفوا باستقلالها!! هل لدينا هذه القدرة النفسية؟ والإرادة الحديدية؟ هل نحكم شهواتنا أم تحكمنا؟ إن الصوم ليس جوعا طويلا تمهيدا لأكل كثير. وليس حرمانا موقوتا يتبعه انطلاق فوضوي! و ليس تحريما لبعض المأكولات المباحة وتركا للفم يلغو ويستحل الغيبة هذا النوع من العبادات لا خير فيه.إننا نتتنافس على سلع المدنية الحديثة كالأطفال ونشتريها مهما غلا ثمنها،ولما ارتفع سعر النفط ضاعف الأوروبيون سعرها، وعندما هبط بقى السعر على حاله، وبقى المشترون على رغبتهم وتطلعهم!. إن الاستعمار يعرف عجزنا عن "الامتناع " فيستغل هذا الضعف كي يفرض إرادته ويثبت غناه وفقرنا، ولو أننا على قدر من الاستعفاف والاستعلاء على رغبات النفوس لعلمناه كيف يحترمنا عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ,أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ : إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُعْضِلاَتِ الْهَوَى. رواه أحمد والطبراني سئل غاندى: لماذا تركب الدرجة الثالثة فى القطار؟ قال: لأنه لا توجد درجة رابعة!! إن العبادات في الإسلام كالبذور الجيّدة في الحياة ومن أعظم ثمارها ظهورا حسن الخلق وأدب النفس وكبح الطباع الرديئة.﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا﴾الأستاذ حمري محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/center] | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: لعلكم تتقون في أربعة أسابيع -- الجزء الثاني -- الأحد يوليو 15, 2012 3:11 pm | |
| |
|