روى الأصمعي قال:
كنت بالبادية أعلم القرآن فإذا أنا بأعرابي بيده سيف يقطع الطريق، لما دنا مني ليأخذ ثيابي قال لي: يا حضري، ما أدخلك البدو!!؟
قلت: أعلم القرآن، قال: وما القرآن!!؟
قلت: كلام الله. قال: ولله كلام!!؟
قلت: نعم. قال: فأنشدني منه بيتاً فقلت:
"وفي السماء رزقكم وما توعدون" (سورة الذاريات آية 22 )
قال: فرمى بالسيف من يده وقال:
أستغفر الله، رزقي في السماء ، وأنا أطلبه في الأرض !!!
ثم لقيته بعد سنة في الطواف فقال: ألست صاحبك بالأمس!!؟
قلت: بلى. قال: فأنشدني بيتاً آخر ، فقلت:
"فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"
(سورة الذاريات آية 23 )
قال: فوقف وبكى ، وجعل يقول:
ياسبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حلف ،
ولم يصدّقوه بقوله حتى ألجؤوه إلى اليمين!!؟
فلم يزل يرددها ؛ حتى سقط ميتاً..