حمري محمد
عدد المساهمات : 167 نقاط : 10652 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/12/2010 العمر : 53
| موضوع: إنسانية مزورة .....!!! الإثنين أغسطس 25, 2014 9:12 am | |
| إنسانية مزوّرة ..!. الأستاذ حمري محمد في رحلة الإنسان الطويلة وهو يبحث عن سعادته ورغد عيشه والأمن له ولمن حوله يطالعنا عقل هذا الإنسان واجتهاده الفكري بكثير من الفلسفات والأفكار والنظريات التي جعلت من المادة إله معبودا من دون الله أو تكاد.. !فلا هذا الإنسان حقق السّعادة لغيره ولا هو أسعد نفسه ولا هو أعلن عجزه و إفلاسه بسوء ما كسبت يداه فظهر الفساد في البرّ والبحر وبشرّ عناده وجحوده وكثرة جداله ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ الكهف 54 و لو زدنا لصدق في هذا الإنسان قوله تعالى﴿ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ ﴾ الشورى 48.إن كثيرا من الثّقافات التي اتّخذت من المادّة إله معبودا من دون الله كما أسلفنا تعرض علينا مصطلحات يُعمي بريقها أبصار العيون ويَصعق رنينها أسماع الآذان ويسلب رونقها شغاف القلوب فتحاط في عالم أفكار النّاس بحفاوة وإعجاب منقطع النّظير حتى لكأنّها الوحي المنزّل ومن هذه المصطلحات كلمة * الإنسانية * وما ينضوي تحتها من أفكار ومعتقدات ظاهرها فيه الرّحمة وباطنها من قبله العذاب..![rtl] فأمريكا التي ينبهر بها كثير من أهل الفكر المفتونين ببريق تطوّرها التكنولوجي والمصابين بداء الاستلاب الحضاري والغزو الثّقافي من بني جلدتنا الذين يتسمّون بأسمائنا ويزعمون لانتساب لديننا هي نفسها التي أبادت أكثر من27 مليون إنسان من الهنود الحمر عن بكرة أبيهم لتَنشأ على جماجمهم بعد أن احتلت أرضهم وهي نفسها التي استقدمت من إفريقيا اكثر من 14 مليون إنسان إفريقي واستعبدتهم شرّ استعباد لتُبنى وقد مات منهم أكثر من 2 مليون إنسان في عرض البحر بسبب الطّريقة المهينه التي نقلوا بها وهي نفسها التي قتلت أكثر من 1.5 مليون إنسان مكسيكي و أكثر من 6 مليون إنسان في الحرب العالمية منهم 300 الف في هيروشيما وناجازاكى اليابانية و أكثر من 2 مليون إنسان فيتنامي و أكثر من 2 مليون إنسان عراقي وعشرات الآلاف من الأفغانيين ...ولو زدنا لزدنا كلّ ذلك تحت عنوان حماية الحريات ونشر القيم الإنسانية النبيلة ...! فصدق فيها المثل الشعبي الجزائري الذي يقول " زعيق ويتيه ويزيد يقل لهم بوسوني..! " يعني ذلك الذي يتكبر على الناس رغم سوء خِلقته ويأمرهم بأن يعجبوا به ويقبّلوه ...! هذا حال أمريكا ومن نحا نحوها .[/rtl] [rtl] وجرائم أوربا في حق الإنسان في مستعمراتها التي زرعتها دمارا ووبالا لا يقل إنسانية عن إنسانية أمريكا الموهومة والمزعومة ؛ يكفيك أن فرنسا وحدها أزهقت في الجزائر نفوس ما يزيد عن 6 مليون إنسان جزائري طيلة 132 سنة من الاستدمار والاحتلال دائما باسم الأخوة والحرية والمساواة والقيم الإنسانية النّبيلة المزعومة فهل يُنتظر من هؤلاء وأولئك أن يمدّوا يد إنسانيتهم المكذوبة والمزوّرة إلى إنسان غزة وفلسطين وبورما والفلبين وكشمير ومالي والصومال ... طبعا لا ...! وهيهات هيهات ...! فلا تخدع نفسك يا مسلم ولا يخدعنك خادع فها هو الواقع أصدق إنباء من الإعلام والصّحف .[/rtl] [rtl] رغم كل هذا النكال بالإنسان من أمريكا و أوربا فإن الشّيء من معدنه لا يستغرب كما يقال إلا أن الذي يندى له الجبين وتتفطّر بسببه القلوب وتصير منه الولدان شيبا ويصبح فيه الحليم حيران هو هذا الغياب الغريب لروح القيم الإنسانية - التي يفترض أن تحمل الإنسان على الإحسان للإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو معتقده أو فكره – أقول يفترض أن تكون بين المسلمين من منطلق الدّين والأخوة واللّغة والتّاريخ والجغرافيا ...والمصير الواحد. ![/rtl] [rtl] أين هي إنسانيتكم أيها العلمانيون من إنسان غزة أين هي إنسانيتكم أيها الحداثيون من إنسان غزة أين هي إنسانيتكم أيها اللبراليون من إنسان غزة ...أين هي إنسانيتكم أيها المتدينون من إنسان غزة ألم يقل نبيكم ﷺ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ رواه البخاري ..!وهو نبيِّي أيضا فلا تعاجلوني بالنقد لقولي * نبيكم * فإن هذا دأبكم البحث في الثغرات والفضح للعورات ..تقيمون حربا شعواء على من يستعمل السّبحة وتراق دماء المسلمين في جرائم متنوعة ومتعدّدة بات العالم كله شاهدا عيانا عليها يتابعها على المباشر في بلاد الإسلام فلا يحرك واحد من هؤلاء وأولئك ساكنا ..مرّة أخرى باسم الإنسانية المزعومة والموهومة والمزورة[/rtl] [rtl] ألا فليُعلن هؤلاء جميعهم إفلاس أرصدتهم من قيم الإنسانية فقد تهاوت أفكارهم وافتضحت مزاعمهم وعجزوا بكل المعايير عن تأمين السعادة لأنفسهم فضلا عن تأمينها لغيرهم فليفسحوا الطريق واسعا لأنوار السماء وسنة سيد الأرض والسماء ﷺ ليعيد الأمور إلى نصابها على يد من بشر بهم فقال : لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، وَهُمْ كَالإِنَاءِ بَيْنَ الأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : " بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " المعجم الكبير للطبراني[/rtl] [rtl] فاسمحوا لي بعد كل هذا الذي عرضت من واقع النّاس عربهم وعجمهم كافرهم وبعض مسلمهم أن أعلن تحفظي الشديد على مصطلح * إنسانية * الذي أثبتُ أن ظاهره فيه الرّحمة وباطنه من قبله العذاب لأستبدله بما يحلّ محلّه فيفي بالغرض ويشفي الغليل وزيادة ...إن الذي جاء به محمد ﷺ فأسعد به الإنسان والجان والحيوان والنبات والجماد ...هو * الفطرة * التي قرّرها القرآن الكريم فقال تعالى ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سورة الروم 30 ثم أكّدها النبي ﷺ فقال : ما منْ مولودٍ إلا (وفي روايةٍ: كل مولودٍ) يولد على الفِطرةِ، فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنَصِّرانه، أو يُمجِّسانه كما تُنْتَجُ البَهيمَةُ بهيمةً جمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها من جدعاءَ حتى تكونوا أنتم تَجْدَعونَها" البخاري[/rtl] [rtl] ولم يقل يأسلمانه لأنه يولد على الإسلام والاستسلام لله تعالى[/rtl] [rtl] والفطرة هي مقدار ما يتجمل به الإنسان من صفاء السّريرة و استقامة السّيرة في القيم والخلق والفضيلة ومقدار استسلام الإنسان لرب الإنسان فهي الخاصّة الأولى للإسلام، وكل ما يصادم الفطرة أو يشوّهها لن يكون دينا .[/rtl] [rtl] وإنما تتحقق هذه الإنسانية المزعومة على قدر صفاء الفطرة عند النّاس ولو كانوا من غير المسلمين وتضيع هذه الإنسانية يوم تضيع لما تتكدّر فطرة الإنسان و تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ فيصير صاحبها من الكفرة الفجرة.[/rtl] [rtl] يشفع لكلامنا هذا كثير من الشّواهد من أظهرها على سبيل الذّكر لا الحصر « مادس جيلبرت» الذي ولد في الثاني من يونيو عام 1947 في مدينة بورسجرون النرويجية، نرويجي شيوعي يضمّد جراح أهل غزّة لا يُغادر « الشفاء »، أكبر مستشفيات غزة، وبرغم أنه يرأس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج، لا يتوانى عن الهرولة لمساعدة الفلسطينيين منذ السبعينيات يقول عن غزة »كأني انتقلت من عالم له ألوان وناس يتمتعون بالحرية والسلام، إلى عالم غزة حيث تنعدم الحياة والسلام والأمان«[/rtl] [rtl] وفي الجهة المقابلة يخرج على المسلمين بعض من يوصفون بعلوم الدين وقد طالت لحاهم وعلت رؤوسهم عمامات مزوّرة ليجعلوا من المجاهد المرابط و المقاوم عدوّا ومن الصّهيوني وليّا ﴿ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ البقرة 79 ﴿فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يعْمَلُونَ﴾ البقرة 85[/rtl] [rtl] إن الإنسان كلّما صفت فطرته استقامت سيرته وسريرته وسيهدي النّاس إلى سبيل السّلامة والسّعادة ولو أُمر بتدريسهم وتعليمهم " قانون الشّيطان " وهنا ستظهر إنسانيته.[/rtl] أما الذي فسدت فطرته وغلب الرّان على قلبه فإنه سيقذف الناس إلى جحيم الدنيا والآخرة إن هم أجابوه ولو كلّف بتدريسهم وتعليمهم كتاب الرحمن وصدق رسول الله ﷺ فعن حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ، يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي و يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه مسلم في صحيحهإن إنسانية الإسلام التي سمّيناها فطرة ، إنما هي كمال بشري وليس شيئا يقول له الإنسان كن فيكون !إن هذا الكمال المَنشود جهاد للنفس طويل و عملٌ حقيقيٌّ داخل هذه النفس الإنسانية تَزْكو به وتصفو من المكدّرات فتسمو في حياة الناس .وصدق الشيخ المفكر والعلامة الفيلسوف الإمام محمد الغزالي رحمه الله إذ يقول : إن العظمة الإنسانية هي اليَقين الرّاسخ و الاستمساك بالله وإنْ هاجت العواصف، وبَذْلُ المعروف وإجابةُ الملهوف ومُساندةُ الضعفاء وإيتاء المَحرومين وهي الثبات على المبدأ وإنْ كثُرتْ المُغرِيات، والمُضيُّ في الجهاد وإنْ فَدَحَت المَغارم! إن اليهود يَلْتمِسون الشرَّف مِن الانتساب إلى نبيِّ الله يعقوب! والأبُ العظيم لا يرفع شأن بَنِيهِ إذا كانت أعمالُهم هابطةً، وهم يَرتبطون بالقُدس والأرض المُقدسة، والأرض لا تُقدِّس أحدًا، إنَّما يَتَزَكَّى المرءُ بالهُدى والتُّقَى والعَفاف والعَدالة. من كتاب مائة سؤال عن الإسلامويوم تسوّل لنا أنفسنا نحن معشر المسلمين أن نفعل فعل اليهود يصيبنا ما أصابهم ويصير مآلنا كمآلهم فإنذ العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب وسنن الله تعالى لا تحابي أحدا والله المستعان . الأستاذ محمد حمري أبو إسلام[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|