يحق لنا أن نفخر ونعتز بانتسابنا لمحمد صلى الله عليه وسلم، واتباع ملته والخضوع لدينه، واقتفائنا لهديه ونهجه
كيف لا ونحن نسمع العقلاء من غير المسلمين يفخرون بكونهم من البشرية التي ينتسب إليها محمد صلى الله عليه
وسلم، فقد قالها عميد كلية الحقوق بجامعة فينّا شبرل إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليهاإذ رغم أمّيته استطاع
قبل بضع عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيين أسعد ما نكون لو وصلنا لقمّته بعد ألفي سنة
لقد نظر المنصفون من علماء الغرب ومفكريه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة إجلال وإكبار بل نظرة احتفاء
وانبهار بهذه الشخصية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.. نعم لم يشهد لها التاريخ مثيلا على جميع المستويات الدينية أو
الدنيوية، السياسية أو العسكرية، التربوية أو القيادية، أو غيرها من المجالات.
فالدكتور
مايكل هارت - هو أمريكي، حصل على عدة شهادات في العلوم وعلى الدكتوراه في الفلك من جامعة
برنستون، عام 1972، عمل في مراكز الأبحاث والمراصد، وهو أحد العلماء المعتمدين في الفيزياء التطبيقية- عندما
وضع كتابه (المائة الأوائل) لم يجد غير محمد صلى الله عليه وسلم ليكون على رأس القائمة، ويوضح سبب اختياره
هذا فيقول: "إن اختياري لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ليكون رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم
تأثير عالمي في مختلف المجالات، ربما أدهش كثيرًا من القراء،.. ولكن في اعتقادي أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم)
كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي"، ثم يقول إن هذا
الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّل محمدًا (صلى الله عليه وسلم) أن يعتبر أعظم شخصية
مفردة ذات تأثير في تاريخ البشرية
لقد تحدث الغربيون بكلمات الإعجاب والتقدير عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما نسوق هذه الكلمات
فليس ذلك من باب الحاجة إلى شهادات التصديق والتمجيد والمديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يكفي رسول الله
تكريما وتمجيدا ما شهد له به ربه عز وجل من شهادات المدح والثناء، فهو الذي قال له :"وإنك لعلى خلق عظيم"، وهو
الذي قال:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه
وسراجا منيرا" وغير ذلك من آيات المدح والثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إننا عندما نذكر كلمات المعجبين من علماء الغرب ومفكريه إنما نريد من ذلك، تذكير أولئك المنبهرين بالغرب وحضارته
من أبناء المسلمين أن هؤلاء الغربيين الذين انبهروا بهم هم الذين يشهدون بصدق وعلو منزلة رسول الله صلى الله عليه
وسلم
ثم إننا نسوق هذه الأقوال منأجل التأكيد على فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن أعلى الناس منزلة
وفضلا هو من شهد له أعداؤه وخصومه بالفضل والكرامة والرفعة
ويكفي في هذه العجالة أن نذكر بعضا من هذه الأقوال والكلمات
فهذا المفكر والشاعر الفرنسي
لامارتين يقول
إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي
يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد
صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم،
لكن هذا الرجل محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب
ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ، وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية،
أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
وهذا المستشرق الغربي
مونتجومري وات يتحدث عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وثباته أمام
اضطهاد ]ومؤامرات أهل مكة وكيف واجه ذلك بخلق عظيم ونزاهة كريمة، فيقول في كتابه (محمد في مكة)يقولإن
استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه
سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض
أن محمدًا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير
اللائق بها مثل ما فعل بمحمد
أما الفيلسوف والمفكر
الإنكليزي برنارد شو الذي ولد عام 1817م وتوفي عام 1902م فقد كتب كتاب
خاصا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسمّاه (محمد ) ولكن الحكومة البريطانية منعت الكتاب وأحرقته، ومن أ
قوال هذا الفيلسوف :
إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال فإنه
أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة،
وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه
عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية،
بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام
والسعادة التي يرنو البشر إليها
ولقد تنبأ هذا الفيلسوف باعتناق أوروبا للإسلام واعتقادها بالتوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا ، فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح ، بل يجب أنيدعى منقذ الإنسانية ، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد ، وربماذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها ، فبهذه الروح يجبأن تفهموا نبوءتي[أما
تولستوي«1828 ـ 1910» وهو الأديب العالمي الذي يعد أدبه
من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية فيقول
يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي
والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة أما
شاعر الألمان غوته فيقول:"بحثت في
التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم
ثم يقول:" إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية ، وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما
وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد".
ويقول:"
كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسميولما بلغ غوته السبعين من عمره ، أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أنزل فيها
القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أما كيف كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العلم
والرقي والتقدم فهذا العلامة
سنرستن الآسوجي: وهو مستشرق غربي وأستاذ اللغات الساميّة، يقول:"إننا لم
ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في
وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت
شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ
ويقول وهو مستشرق أميركي في كتابه: (ديانة العرب ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته
ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه
الحياة. إلى أن قال: إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده ا
الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان ".
وإلى أولئك الذين يتهمون الإسلام بالعنف والإرهاب والتطرف ويرسمون نبيّه بصور الإرهاب ويدّعون أن دعوته قد
انتشرت بالسيف والحرب فيحسن بهم أن يستمعوا إلى كلمات رجل الهند الكبير، وداعية اللاعنف، الذي حظي باحترام
العالم أجمع
المهاتما غاندي وهو يتحدث عن محمد ويقول:" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون
نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام
مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه،
وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.
]هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة
الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".
هذه هي شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في نظر علماء الغرب وغيرهم من الذين لم يستطيعوا إنكار ضوء
الشمس الساطعة في رابعة النهار، فشهدوا شهادة الحق وقالوا كلمة الصدق، وصدق الله إذ يقول:"ويرى الذين أوتوا
العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد" ويقول:"وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق
من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]