من خلال مشاركتي في المنتدى تلقيت ملاحظة بشأن المواضيع المتعلقة بالإعجاز في القرآن الكريم كان فحواها أنها مواضيع قد تحيد بالقارئ الغير متمرس عن الصواب وتوجهه إلى نحو قد يكون غير سوي، فيهتم بذلك بالمقارنات الشكلية تاركا وراء ظهره فحوى هذا الكتاب المقدس، وقد تدخله أيضا في نقاشات عقيمة لا طائل منها إلآّ غرس التشكيك في قلبه .
لهذا الأمر كله إرتأيت أنه من الظروري بيان أحكام وظوابط الإعجاز، رغم أنني قد أسلفت بذكرها في المواضيع المرتبطة به والتي ألخصها فيما يلي.
اختلف العلماء حول حكم الإعجاز العددي بين معارض له مشنع على القائلين به بحجة عدم وجود نص شرعي يبيحه، ولكونه ذريعة أدت إلى ظهور بعض الفرق الضالة والكلام في الغيبيات، إضافة إلى أنه بحث لا يخضع لمقاييس مضبوط، وبين منبهر به معتبرا أنه من أهم وجوه الإعجاز في العصر الحالي المتسم بلغة الأرقام فهو وسيلة دعوة تتناسب مع هذا العصر، وهناك من اعتبر أنه لا يزال في بدايته ولا يوجد ما يحيل البحث فيه لا نصا ولا عقلا فلا ينبغي الحكم عليه إلا بعد إخضاعه لضوابط وشروط أهما: من حيث معطيات البحث- يجب أن تكون مستخرجة من القرآن نفسه- اتباع منهج محدد في الإحصاء. - اعتماد قراءة واحد دون الخلط بين الروايات- اتباع التسلسل القرآني للآيات والسور . من حيث المنهج - أن يكون منهجاً علمياً يعتمد أسس الرياضيات وقواعدها الثابتة - أن تكون الطريقة المستخدمة لمعالجة المعطيات ثابتة. - عدم استخدام طرائق متناقضة. أما من حيث النتائج فيجب - انتفاء المصادفة نهائياً.- عدم بناء استدلالات غير علمية عليها،مثل علم الغيب والمعلومات التاريخية.- أن تكون النتائج كبيرة لإقناع غير المسلمين بعظمة كتاب الله تعالى.
لا تبخلوا علينا بالنصح والإرشاد إن شاء الله